أكد وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد آل الشيخ أن أعظم وأشرف العلوم هو العلم الشرعي؛ لأنه متعلق بالله -جل وعلا- وبه صلاح الدنيا والآخرة، به صلاح الدنيا إذا أخذناه بحقه، فالعلم الشرعي يعطي الإنسان إعمار الآخرة، ويعطي طالب العلم إعمار الدنيا؛ لأن العلم الشرعي هو العلم بالقرآن والعلم بالسنة الذي يعطي إيفاء الحقوق فيما يتعلق بحق الإنسان مع أخيه، ومع مجتمعه، ومع البلد الذي يعيش فيه، ومع أهله، ومع الناس جميعاً.
وأكد أن "برنامج البناء العلمي" الذي تقوم به الأكاديمية الإسلامية المفتوحة مشكورة يأتي ضمن برامج متعددة نفذتها منها: برامج مقرأة القرآن الكريم، ونشر العلم الشرعي من سنوات طويلة، تطور هذا الأمر في ترسيخ العلم، ونشر العلم الشرعي الصحيح المستقى من سلف هذه الأمة من مصادره الأصيلة؛ الكتاب والسنة، وكما أخذه العلماء كابراً عن كابر، تتولاه اليوم عبر العالم بالوسائل الحديثة.
وقال: إن فكرة "برنامج البناء العلمي" جاءت لأن العلم لا يمكن أن يترسخ براحة الأجساد، ولا يمكن أن يترسخ بدون منهج وخطة وبناء، فكما يبنى البيت ويقسم فلا بد أن تبنى العقلية العلمية، والتي تبنى عن طريق صلة الطالب بمشايخه وذلك بالقراءة فيما أنزله الله -جل وعلا- وحياً في كتابه، أو جاء به رسوله -صلى الله عليه وسلم-، فكتب أهل العلم جميعا هي تفقهٌ في الكتاب والسنة، ووظيفة العلماء تبيين ما جاء في الكتاب والسنة، وجاء التفصيل الكثير في العلوم لأجل بيان الكتاب والسنة، فاجتهادات العلماء في الحفاظ على ذلك كثيرة، هذا يحتاج إلى خطة في بناء العقلية العلمية لطالب العلم، والعقلية العلمية لا تأتي بالقراءة فقط، بل لابد من السماع من العلماء الراسخين؛ لأن العلم يحتاج إلى بيان كيف يفكر طالب العلم، القراءة وحدها تعطي معلومات، لكن المطلوب هو بناء العقل الذي تُتلقى به العلوم، وهذا يحتاج إلى الكثير من الدربة، والدربة المتاحة لدينا اليوم في أحد عناصرها أو أحد مقوماتها، هي الوسائل العصرية من الإنترنت والقنوات الفضائية وقنوات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام الجديد، من هنا جاء هذا المشروع المبارك العظيم الذي يقوم عليه المشايخ في الأكاديمية الإسلامية المفتوحة، بارك الله في جميع العاملين في هذا البرنامج.
وأوصي من يقوم على هذا البرنامج تعليماً ومساندةً وإسناداً بالاحتساب فيه، فهو برنامج عظيم جداً وفيه نشر للخير وترسيخ لوراثة النبوة.
ولفت الوزير الشيخ صالح آل الشيخ إلى أن العلم اليوم واسع الجنبات، خاصة مع وجود الوسائل الحديثة، فاليوم مع الإنسان أدوات البحث التي يمكن أن يجد الجواب على سؤاله بمجرد وضع سؤال أو كلمة في الوسائل الحديثة عبر الإنترنت أو البرامج المتخصصة ومحركات البحث أو عبر برامج متخصصة في الأقراص المدمجة والممغنطة.