أكد وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد آل الشيخ أن مبادرة القائمين على مؤتمر المشروعات الكبرى الذي ينظمه منتدى الأبنية الخضراء بجعله مؤسسة غير ربحية (وقفية) لخدمة المجالات العمرانية التنموية للنفع العام عمل مبارك ومبادرة طيبة تسجل لهم بجزيل الشكر وموفور الثناء.
جاء ذلك في الكلمة التي وجهها إلى المشاركين في مؤتمر المشروعات الكبرى الرابع الذي يقام حالياً في فندق الانتركونتيننتال بمدينة الرياض، ألقاها نيابة عنه مدير الإدارة العامة للمشروعات والصيانة بالوزارة المهندس سامي بن محمد الشمري، وقال في مستهل كلمته: "لقد جاءت الشريعة الربانية شاملة وصالحة لكل زمان ومكان، محرمة الإفساد في الأرض والإسراف، والاستنزاف للموارد، مراعية المصالح ومنافع الناس، ومحافظة على النعم، فهناك فئة وصفها الله سبحانه وتعالى بقوله: {وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد ، محذراً من مسلكها الخطير في إتلاف المعايش".
وأضاف: "إن النبي -صلى الله عليه سلم- وجه المسلمين إلى حقوق الطرقات، وحقوق الجار في المساكن، وقد كتب أهل العلم من الفقهاء موضوعات حيال أحكام البناء والمباني بل صنف بعضهم كتباً في ذلك، مشيراً إلى أن هذه الشريعة الغراء لم تغفل الجانب البيئي وأثره على المجتمع في استقراره وتقليص المشكلات التي ستترتب على الإضرار بهذا الجانب، والتبعات التي ستلحق الأفراد في إفساد معيشتهم باستخدام المواد المضرة".
وبين أن مبادرة هذا المنتدى تهدف إلى إرشاد الناس إلى البدائل المناسبة في المباني من حيث الطاقة المستجدة، وتكرير المياه وترشيدها، واستعمال المواد الصديقة للبيئة؛ حرصاً على الإنسان وسلامة البيئة، لافتاً إلى أن من السمات الظاهرة في هذا الوقت طغيان جانب المكاسب المادية على سلامة البيئة والمجتمع.
وأبان أن الله قد حبا المملكة بالكثير من النعم والمواد التي استغلت لصالح الوطن ورفعة المواطن، والرقي به في مجالات الحياة، مؤكداً أن هذه البلاد قد حرصت على تقليل آثار التلوث البيئي، والسعي إلى إيجاد وابتكار الطرق الآمنة لدفع آثاره.
وأعاد التأكيد على أن وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد تسعى في مشروعات ومباني المساجد والأوقاف إلى إيجاد بيئات نظيفة، بحيث تكون المواد المستخدمة صديقة للبيئة، مع الحرص على عمل التجارب على المواد المبتكرة لتقليل مصادر التلوث والانبعاثات الضارة، موضحا أن الوزارة ترحب بكل من لديه أفكار واقتراحات حول بيئات المساجد الصحية.
ولفت وزير الشؤون الإسلامية إلى أن الإنسان يتأثر بمحيطه البيئي، فبعض الأمراض والحالات النفسية والعصبية قد تحدث بسبب محيطه الملوث، فمعالجة هذا الموضوع وإرشاد الناس وتوعيتهم بذلك عمل مبارك يستحق الثناء والشكر، ملمحاً إلى أن المنتدى أخذ زمام المبادرة في تحفيز وتشجيع هذه الأنشطة التي يعود نفعها على الجميع.