أكد وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ صالح آل الشيخ أن الأمة الإسلامية تواجه تحديات كبيرة على عدد من المستويات، وقال: «إنها تواجه تحديات على مستوى الوجود نفسه، والهوية ذاتها، بهدف محو الهوية الإسلامية»، مشدداً على أن المملكة هي قائدة العالم الإسلامي بسياستها التي تهدف إلى لم شمل المسلمين، وتقديم الخدمة لكل قاصدي البيت الحرام، من دون تفريق بينهم.
وقال آل الشيخ، في تصريحات بعد لقائه ضيوف خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في مقر إقامتهم بمشعر منى الليلة قبل الماضية: «إنه يراد لهذه الأمة أن لا تمتاز بدينها، ولا بعلمها، ولا بعلمائها؛ وهذا التحدي الكبير يجب مواجهته، ولا يمكن أن يواجه إلا باتفاق العلماء لا باختلافهم، وبتعاونهم على البر والتقوى لا بأن يتعاونوا على الإثم والعدوان».
وحذر من مخاطر الخلافات بين علماء الأمة الإسلامية، فقال: «إذا كنا سنتعاون على أن يعتدي بعضنا على بعض من أهل العلم بسبب خلافات أو نحو ذلك، زادت التحديات أكثر وزاد الضعف مضاعفاً».
وأوضح أن هذا العام كان فيه كثير من السرور والطمأنينة والسعادة من الناس؛ لحسن حجهم ويسره، والحجاج وضيوف خادم الحرمين الشريفين مسرورون بما وجدوه من تسهيلات كبيرة في حج هذا العام، أكثر مما كانوا يتوقعونه؛ لأن الحج، ولا شك، عُرضة لكثير من المفاجآت، أو الزحام، أو ما شابه ذلك. داعياً الله أن يتم الحجاج حجهم بطمأنينة، ويسر، ورضا، وسرور.
وشدد على أن موسم حج هذا العام تحقق فيه كثير من الإنجازات الكبيرة، وبخاصة في ما يتعلق بضبط التجاوزات على نظام الحج، والتجاوزات على التقيد بأنظمة الدولة في قدوم الحاج من دون تصريح، إذ أسهمت هذه المتابعة الدقيقة في زوال العشوائيات، والافتراشات، ولا شك أن الحج إلى الآن يسجل نجاحاً باهراً، ورضاً من جميع ضيوفنا، ورضاً ممن لقيناهم، ومن التقيناهم في هذا الموسم. وأكد آل الشيخ أن المملكة العربية السعودية هي قائدة العالم الإسلامي، بقيادتها وسياستها التي تهدف إلى لم شمل المسلمين الذين يدينون بالإسلام، وتقديم الخدمة لكل قاصدي البيت الحرام، من دون تفريق بينهم؛ لا في مذاهبهم ولا في بلدانهم، بهدف تحقيق وحدة الأمة الإسلامية.
ولفت إلى أن المملكة تعي دورها، فهي لا تفرق بين الأمة، بل تجمع شمل الأمة؛ تجمع شمل القيادات، وشمل العلماء، والمؤثرين في العالم الإسلامي بأسره، كي يكونوا إخوة متحابين ملتقين على الوحدة التي أمر الله بها، وأن يبتعدوا عن أنواع التفرق التي تضعف صف الوحدة الإسلامية.
وأشار إلى أن المستضافين من علماء المسلمين من جميع المذاهب الإسلامية، مذاهب أهل السنة والجماعة، وأن المملكة لا تفرق في شأن العلماء والمؤثرين وأساتذة الجامعات، وهذا يؤصل ويؤكد أن المملكة هي الحقيقة بقيادة العالم الإسلامي. واستطرد الوزير آل الشيخ قائلاً: «إننا في المملكة نسعى بين الناس، وبخاصة المسلمين، في رسالة السلام والمحبة والرحمة والتآلف، وأن يقوي بعضنا بعضاً، وأن نبتعد عن كل سبيل للإضعاف». وعن زيادة أعداد المستضافين في برنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين، أوضح أن وزارة الشؤون الإسلامية مهيأة لمضاعفة الأعداد وللتطوير المستمر، سواء في البرنامج العام لضيوف العالم الإسلامي، أم في برنامج ذوي الشهداء، وقد حج أكثرهم، وسينجز البرنامج لهم أشياء مهمة في المستقبل، كاشفاً أن مسؤولي البرنامج لديهم نية لعمل رابطة كبيرة لمن شارك في هذا البرنامج، الذي يحظى برعاية مباشرة وبرضا من قيادة المملكة في تسهيل مهمته في جميع الاتجاهات. يذكر أن برنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين للحج والعمرة استضاف في موسم حج هذا العام 2400 حاج وحاجة من 60 دولة في العالم، منهم 1000 حاج من ذوي شهداء فلسطين.