بعد أقل من شهر من زيارة إمام الحرم المدني الشيخ صلاح بن محمد البدير للسودان وإثراءه للساحة الدعوية والثقافية، وصل صباح أمس مطار الخرطوم الدولي الشيخ صالح بن عبد العزيز بن محمد آل الشيخ وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد بالمملكة العربية السعودية في زيارة للسودان تستغرق أربعة أيام ، بموافقة المقام السامي ، وكان في استقباله البروفسور عصام البشير رئيس مجمع الفقه الإسلامي والدكتور إسماعيل عثمان محمد الماحي الرئيس العام لجماعة أنصار السنة المحمدية والدكتور عبد الله أحمد التهامي الأمين العام للجماعة والأستاذ نزار الجيلي المكاشفي وزير لدولة بوزارة الإرشاد والأوقاف والأستاذ حسن بن حسن جعفر سفير خادم الحرمين الشريفين في الخرطوم ، والدكتور كمال عبيد مدير جامعة أفريقيا العالمية ومدير مكتب الملحق الديني لسفارة خادم الحرمين الشريفين بالخرطوم ، وعدد من قيادات العمل الإسلامي والدعوي .
ويتضمن برنامج الزيارة لقاء المشير عمر حسن أحمد البشير رئيس الجمهورية وعدد من كبار المسؤولين، بجانب إقامة عدد من المحاضرات العلمية والدعوية في إطار رسالة المملكة في نشر قيم الاعتدال والعقيدة الصحيحة وعرض تجربة المملكة في الوسطية ومكافحة الإرهاب والتطرف. فضلاً عن زيارة وزارة الإرشاد والأوقاف ومجمع الفقه الإسلامي وجماعة أنصار السنة المحمدية والمجلس الأعلى للدعوة ومنظمة الدعوة الإسلامية ودار مصحف أفريقيا وجامعة القرآن الكريم وأم درمان الإسلامية وعدد من الجمعيات والمجالس والهيئات الإسلامية.
وتجيء الزيارة تأكيداً على عودة العلاقات إلى طبيعتها بين المملكة والسودان، في ظل قيادة الملك سلمان والمشير عمر البشير، وينتظر أن تثمر الزيارة في تمتين هذه العلاقة الأزلية وتنشيط العمل الدعوي وتعرف معالي الوزير على المؤسسات الدعوية والجامعات والمنظمات وتحدياتها.
ورحَّبت قيادات العمل الإسلامي بزيارة الوزير، وقال فضيلة الشيخ الدكتور إسماعيل عثمان محمد الماحي الرئيس العام لجماعة أنصار السنة المحمدية بالسودان إن الزيارة لقامة إسلامية عظيمة علماً وفقهاً وسياسةً وخُلقاً، واصفاً إياها بأنها ” زيارة فخيمة وذات خصوصية عالية وفي توقيت مهم “.
وقال الماحي إن المملكة العربية السعودية ترعى وبعناية العلاقة الحقيقية والراسخة مع السودان، واعتبر أن الزيارة تأكيد على أن منهج أهل السنة والجماعة خير للبشرية جمعاء بوسطيته وسماحته، وتابع ” نرحَّب بمعالي الوزير في بلده وبين أهله وتلاميذه الذين ظلوا ينهلون من علمه ولو من على البعد”.
وعن زيارة الوزير للمركز العام لجماعة أنصار السنة مساء غدٍ الإثنين ومخاطبته اللقاء الدعوي بساحة المركز العام للجماعة بالخرطوم السجانة ؛ قال الشيخ إسماعيل إن زيارة الوزير لمركز الجماعة تأتي في إطار المواصلة والتتابع للزيارات التي ظل المسؤولون والعلماء من المملكة العربية السعودية يقومون بها لمركز أنصار السنة المحمدية ، مشيراً إلى تشريف المركز العام بزيارة الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود رحمه الله في العام 1968م حيث افتتح مسجد المركز العام الذي شيَّده على نفقته مع مسجد الملك فيصل بالعرضة وهو مسجد الشيخ محمد هاشم الهدية رحمه الله . وقال الماحي إن تتابع زيارات السفراء والعلماء وأئمة الحرمين الشريفين ومعالي الوزير لمركز الجماعة لها خصوصيتها في هذا الوقت، لافتاً إلى أن الجماعة تنهج نهج الاعتدال والحرص على علاقة السودان والمملكة، وبهذا التوافق والتعاضد بين قيادة البلدين، فخامة المشير عمر حين أحمد البشير رئيس الجمهورية وأخيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود حفظهما الله ما يمثل القدوة والمثال للأمة المسلمة والعربية.
من ناحيته، اعتبر البروفسور محمد عثمان صالح رئيس هيئة علماء السودان ، أن الزيارة ميمونة ومباركة وتأتي في وقت مناسب تشهد فيه العلاقة بين البلدين الشقيقين تطوراً وتعاوناً في كافة المجالات ، وقال رئيس هيئة علماء السودان إن المؤسسات الدعوية والعلمية بين البلدين تشهد تعاوناً وتنسيقاً كاملاً ، مثل هيئة علماء السودان ومجمع الفقه الإسلامي من ناحية وبين هيئة كبار العلماء ووزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد بالمملكة ورابطة العالم الإسلامي والندوة العالمية للشباب ، لافتاً إلى أن هذا التعاون نتيجة لوحدة الأهداف والبرامج والسياسات الاستراتيجية في مقاومة التطرف والغلو والتشيع الذي يهدد عدد من البلاد الإسلامية . وتابع : ” باسم هيئة علماء السودان ومجمع الفقه الإسلامي نرحب بهذه الزيارة ترحيباً حاراً ، ونسأل الله أن تكون خيراً وبركه ” ، وقال إن الوزير سيتعرف خلال الزيارة على الهيئات والمؤسسات الدعوية بالسودان مثل جماعة أنصار السنة المحمدية والجماعات الإسلامية الأخرى ، وسيتعرف على الشعب السوداني وطبيعته الإسلامية ، وعبَّر عن سعادته بالزيارة ، وعن الفوائد والمكاسب من الزيارة يقول صالح ” لا شك أن هناك مكاسب في مجال الدعوة والإرشاد والحج ستتحق خلال هذه الزيارة ، كذلك التعرف على التحديات التي تواجه المنظمات العاملة في الحقل الإسلامي الشبابية والنسوية ، بجانب تحديات تواجه العقيدة واستهداف الشباب ” .
وفي السياق قال الشيخ شمس المعارف البدري نائب الأمين العام لجماعة أنصار السنة المحمدية بالسودان والمشرف على الشؤون الدعوية بالملحقية الدينية لسفارة خادم الحرمين الشريفين بالخرطوم التابعة لوزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد بالمملكة العربية السعودية ، قال إن تعد الزيارة حدثاً دعوياً فريداً وكبيراً ، واستبشر بها أهل السودان بمختلف اهتماماتهم ومجالاتهم الدعوية ، وذلك لما يتمتع به الوزير من علم ومكانة وما تضطلع به الوزارة من خدمة للإسلام والمسلمين في العالم أجمع ، فضلاً عن جهود معالي الوزير في العمل الدعوي تأليفاً ونشراً للعلم ، بجانب الخلفية العميقة للوزير في مجال الشؤون الإسلامية وإشراف الوزارة على العمل الدعوي والإرشادي وخدمة الحجاج والمعتمرين والمراكز المهتمة بنشر الدعوة والتحفيظ وتصحيح العقيدة . وأشار شمس المعارف إلى أن الزيارة ستحقق فوائد ومكاسب تدفع بمسيرة الدعوة الإسلامية إلى الأمام.
إلى ذلك قال الشيخ الدكتور أحمد محمد طاهر أمين جماعة أنصار السنة بالولايات الشرقية (كسلا ، القضارف ، بورتسودان) وأحد دعاة الملحق الديني السعودي بالسودان ، قال إن السودان حكومةً وشعباً وجماعة أنصار السنة المحمدية يستبشرون ويرحبون بزيارة الوزير ، مشيراً إلى أن الزيارة تعتبر مكرمة من المملكة العربية السعودية وتأتي في وقت يحدث فيه تقارب كبير بين البلدين الشقيقين . كاشفاً عن دور المملكة في راعية الحرمين والدعوة الإسلامية في جميع أنحاء العالم، وهذا ليس غريباً عليها؛ فهي أرض الإسلام والوحيين. ممتدحاً الأعمال الطيبة التي تضطلع بها الوزارة في خدمة الإسلام والمسلمين في السودان منذ أمد بعيد متمثلة في بعث الدعاة في السودان الذي يعتبر بوابةً للقارة الإفريقية ويتمثل ذلك في دعاة الملحق الديني التابع للوزارة.
وقال إن الوزير آل الشيخ من سلالة العلماء وهو حفيد سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ مفتي المملكة منذ عهد الملك عبد العزيز وما بعده يرحمهم الله. وعبَّر عن استبشار الجماعة بالزيارة لما يربط بين الجماعة والمملكة والعلماء من رعاية لمنهج أهل السنة والجماعة والعمل له والدعوة إليه ومن ترسيخ الدعوة الصحيحة العقيدة الصحيحة ومحاربة الشرك والبدع والدجل والشعوذة، وتابع ” للجماعة من هذه الزيارة طعم خاص للمشتركات في الأصل والهدف “.
وعن المكاسب والفوائد المرجو تحقيقها من الزيارة قال: لا شك أن هناك مكاسب كبيرة من هذه الزيارة سيما وأن الوزير من رعاة الوسطية والمنهج الحق بين المناهج والمذاهب الهدامة كالرفض والتشيع والتصوف والعلمانية والأفكار الهدامة، وللزيارة معنى خاص في إبراز الوسطية ومحاربة هذه الأفكار التي حاولت أن تمد رأسها في هذه البلد الذي لا يعرف التطرف والتشيع والرفض.